فنان صبور يمتاز أسلوبه الفني في المجمل العام
بالسلاسة والسهولة والبعد عن التعقيدات في الخط واللون والتكوين: نبيل جميل رزق
الله.
هكذا تولد أيقونة الـ"تيمبرا" المعتقة التي تراها على حائط الكنيسة؛ تولد لتعيش قرونا أو إلى ما شاء الله. لكن ما أدهشني حقا هو القدرة الفريدة على التحكم في تلك الألوان والتعامل معها بنفس بساطة وتلقائية الألوان المائية! إنها البساطة الطفولية الناعمة التي لا تفقد عذوبتها ولا قدرتها على الإدهاش.
نبيل جميل رزق الله
لمن لا يعرفه شخصيا أحب أن أعرفه تعريف غير
تقليدي:
فنان "صبور" يحب الألوان ويعشق
البساطة في الخطوط والنظافة والوضوح في الخط واللون! مستعد دائما للجلوس مع
الأطفال وافتراش صفحات الورق الأبيض واللعب معهم بالألوان!
يصيح بحماس مشجعا الأنامل المبتدئة وإن لم يعجبه تكوين لم ينهر صاحبه
ولا ينتقده!! فقط يقول له: لو زهقت قوم ارتاح! لو تعبت بطّل شغل!!! إنسان بيعلم
الأطفال والبراعم احترام اللوحة! اللوحة عنده كائن مايستاهلش منك تقابله وانت
مكشَّر خاصة لو كنت بادئ فيه وانت فرحان!
سعدت جدا لما دخلت على "صفحته" ووجدت
أحدث أعماله الفنية!!!
وكعادتي أغرقته بالأسئلة على شاكلة: هي دي
إيه؟! طب واتعملت إزاي؟! دي ألوان جواش؟! طب على ورق واللا قماش؟! ...الخ!!! لحد
ما قال لي اسمها "تيمبرا" ومكوناتها... وسابني زي زمان أدوَّر وأتعلِّم!
المجموعة الجديدة عبارة عن مجموعة من الأيقونات
الكنسية الخطوط فيها بساطة طفولية رائقة موضوعة في قالب المحترف الواعي الذي
يصنع لوحات لا تموت. فيها عناصر الطبيعة: الملونة واللاذعة والميتة والمضغوطة
والمُعَلَّقة- تصنع سيمفونية لونية جاذبة يقف أمامها المشاهد متأملا متسائلا: من
أين هذا اللون جاء وكيف بدت وهي بلا ألوان وكيف انتهت كما تبدو الآن؟!
هنا أقاطعك قائلة: إنها تقنية عريقة مرهقةـ
عليه فيها مزج أكاسيد الألوان مع صفار البيض الطازج ومادة صمغية وبعض قطرات من
الخل! وتخيَّل معي لوح الخشب مصنفرا يرسم عليه الوجه والكف والأقدام! ثم تكتب
الحروف وتنتشر بعدها طبقة الذهب الرقيقة في الخلفية ثم يتم بناء الطبقات ووضع
الزخارف والورود! والريشة الناعمة ترسم خصل الشعر؛ واحدة جنب الأخرى! وتفاصيل
الأنف والعين! وطوايا الثوب وتفاصيل الكفين!!! والقدم والعصي... وما قد يضاف من
زخارف تليق أو يحذف...
هكذا تولد أيقونة الـ"تيمبرا" المعتقة التي تراها على حائط الكنيسة؛ تولد لتعيش قرونا أو إلى ما شاء الله. لكن ما أدهشني حقا هو القدرة الفريدة على التحكم في تلك الألوان والتعامل معها بنفس بساطة وتلقائية الألوان المائية! إنها البساطة الطفولية الناعمة التي لا تفقد عذوبتها ولا قدرتها على الإدهاش.
آية
1 يونيو 2013
Comments