"التغيير للأفضل": الاختلاء بالذات

الكتاب الذي أقرأ منه اليوم هو كتاب التغيير للأفضل من إعداد فريق "أخضر" الشهير على منصة المقاطع المصورة "يوتيوب" بتقديم مختاراتهم من الكتب في صورة مقاطع مصورة تلخص مضمون الكتاب بشكل شائق وممتع بصريا ومختصر فكريا.

وقصاصة اليوم مأخوذة من ملخصهم لكتاب مصيدة التشتت لفرانسيس بووث[1] وهي بعنوان "الاختلاء بالذات"، ولست أعرض تفاصيل الكتاب بقدر التفاتي لهذا العنوان "الاخاتلاء بالذلات"، فما يعجبني فيها هو لفت الانتباه إلى أننا أصبحنا لا نجلس مع أنفسنا أو بمعنى آخر، أصبحنا "نهرب" من قضاء الوقت مع أنفسنا، وأنه كلما أتيحت فرصة "فراغ" نملؤها دائما بالانصراف إلى كل ما عدانا إما من باب الاهتمام بأي شيء آخر غيرنا – ربما لأننا لا نجد فينا ما يثير اهتمامنا بأنفسنا أو إعجابنا بها – أو من باب الهروب من أفكارنا وأصواتنا الداخلية التي تعكف على تأنيبنا كلما أتيحت لها الفرصة.

في تصوري إن هذا النمط السلوكي الشائع من أهم أسباب تفاقم الآلم النفسي الناتج عن أي مشكلة، لأننا ببساطة لا نكد نعرف أنفسنا بالقدر الكافي أو بالقدر الذي نعرف به أي شيء أو أي شخص يستحوذ على انتباهنا أكثر من أنفسنا، فكيف نتوقع أن نتمكن بالفعل من مساعدة أنفسنا كما نساعد الأصدقاء والغرباء طالما أننا لا نعرف أنفسنا بقدر ما نعرف أولئك الذين نساعدهم.

إن علاج هذا الأمر يكمن في إدراكنا أننا – كما الآخرين الذين نتابعهم – ممتعون وجاذبون تماما ونستحق المتابعة والاهتمام والعناية والإشادة، إذ إننا بالفعل كذلك بالنسبة للآخرين الذين يتابعوننا، هذا فضلا عن إننا أيضا نستحق قدرا مماثلا من الاهتمام الذي نمنحه للغرباء لأننا لو لم تُنصت إلى نفسك ونهتم بها لن نستطع مساعدة الآخرين والاهتمام بهم..

وللحديث بقية.

 



[1] Frances Boothe, The Distraction Trap: How to Focus in a Digital World (2013)


Comments